نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 408
يخفى عليه ذلك والمعنى أنه يجازيهم على كفرهم. وَتِلْكَ الْأَمْثالُ يعني أمثال القرآن التي شبّه بها أحوال الكفار، وقيل: إِن «تلك» بمعنى «هذه» ، والْعالِمُونَ الذين يعقلون عن الله عزّ وجلّ.
[سورة العنكبوت (29) : الآيات 44 الى 45]
خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45)
خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ أي: للحق، ولإِظهار الحق.
قوله تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ في المراد بالصلاة قولان:
أحدهما: أنها الصلاة المعروفة، قاله الأكثرون.
(1092) وروى أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «مَنْ لم تَنْهَهُ صلاتُه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلّا بعدا» .
المرفوع واه ليس بشيء، أخرجه الواحدي في «الوسيط» 3/ 421 من حديث أنس، وفيه عمر بن شاكر وهو منكر الحديث. وله شاهد من حديث ابن عباس. أخرجه الطبراني 11025 والقضاعي في «الشهاب» 509 وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» 3/ 511 من طريق ليث عن طاوس عن ابن عباس مرفوعا. وإسناده ضعيف، ليث هو ابن أبي سليم. قال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق، اختلط أخيرا، ولم يتميز حديثه فترك. وبه أعله الهيثمي في «المجمع» 1/ 134. وله شاهد من حديث عمران بن حصين، أخرجه ابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» 3/ 511 من طريق عمر بن أبي عثمان عن الحسن عن عمران به. وإسناده ضعيف جدا، وله علتان: عمر هذا لم أجد له ترجمة، والحسن لم يلق عمران، وهو مدلس، وقد عنعن. وله شاهد من حديث ابن مسعود، أخرجه الطبري 27784 والواحدي 3/ 421 من طريق جويبر عن الضحاك عنه. وهذا إسناد ساقط، جويبر متروك، والضحاك لم يلق ابن مسعود. وورد من مرسل الحسن، أخرجه الطبري 27785 من طريق إسماعيل بن مسلم عنه. ومع إرساله إسماعيل هذا متروك. وأخرجه القضاعي 508 من وجه آخر عن مقدام بن داود عن علي بن معبد عن هشيم عن يونس عن الحسن مرسلا. ورجاله ثقات سوى مقدام بن داود، فإنه ليس بثقة، قاله النسائي. ولعله توبع، فقد قال العراقي في «تخريج الإحياء» 1/ 143: أخرجه علي بن معبد في كتاب «الطاعة والمعصية» من حديث الحسن بإسناد صحيح. قلت: ومع ذلك مراسيل الحسن واهية لأنه يحدث عن كل أحد. كما هو مقرر في كتب التراجم. وقد خولف علي بن معبد فيه، فقد أخرجه الطبري 27786 عن يعقوب ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن. قوله، لم يرفعه. وهذا إسناد رجاله ثقات مشاهير.
وأخرجه الطبري 27787 من طريق بشر عن يزيد عن سعيد هو ابن أبي عروبة- عن قتادة والحسن قالا ...
فذكره موقوفا عليهما. وهو الصحيح عن الحسن وغيره. وحديث ابن مسعود المتقدم، مع سقوط إسناده، هو معلول بالوقف، كذا أخرجه الطبري 27783 ورجاله ثقات. وحديث ابن عباس، معلول أيضا بالوقف، كذا أخرجه الطبري 27781 لكن فيه من لم يسم. وقال الحافظ ابن كثير 3/ 512: والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم. الخلاصة: المرفوع ضعيف ليس بشيء، والصحيح وقفه على من ذكر من الصحابة والتابعين، والله أعلم. والمتن مع ذلك منكر، فقد صح ما يخالفه، وهو ما أخرجه أحمد 2/ 447 والبزار 720 وابن حبان 2560 من حديث أبي هريرة بسند صحيح «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم، فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق، فقال: إنه سينهاه ما تقول» . انظر «تفسير الشوكاني» 1887 أو 1888 و «أحكام القرآن» 1733.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي جلد : 3 صفحه : 408